الجمعة، 19 فبراير 2010

مقالتي بعنوان "طاقتي بلا حدود"


قال الله تعالى :" ألم نجعل له عينين, ولساناً وشفتين, وهديناه النجدين"
لقد خلقنا الله تعالى بشرا و ميزنا عن باقي مخلوقاته بمميزات عديدة , و لكن الله خص الانسان بعقله الذي إلى الآن يحاول العلم اكتشاف حدوده .. فهذا العقل هو المسؤول عن كل شيء يخص الانسان .. فهو مصدر مشاعر الانسان و هو مصدر تفكير الانسان و هو مصدر تصرفات الانسان .. هو مورد الطاقة اللانهائية حيث إنه هو المسؤول الرئيسي عما وصلت إليه العلوم الحديثة من تطور .
إن عقل الانسان يحتوي على طاقة كبيرة المسؤولة عن كل حركة يعملها الانسان من الشهيق و الزفير حتى العمليات الصعبة المعقدة كالتفكير و الحركات الجسدية , هذه الطاقة يستطيع أن يستعملها الانسان لكي يغير عالمه فمن هذه الطاقة يستطيع الانسان أن يجد الحلول لكل المشاكل التي تواجهه و يستطيع أن يحقق أحلامه كلها .
ينقسم عقل الانسان إلى نوعين : العقل الواعي و العقل الباطن .. العقل الواعي هو العقل الذي يكون معك طوال اليوم فهو يصحو معك و ينام معك , يحب أن يجعل كل شيء منطقيا و هو المسؤول عن وعي الانسان و استقبال الأفكار من العالم الخارجي حيث يحكم هذا العقل قوة تسمى " المبادئ و المعتقدات " حيث هي المرجع الأساسي الذي على أساسه يستقبل العقل الفكرة أو يرفضها و هي تتكون لدى الانسان منذ الصغر .. فإذا كانت الفكرة توافق مبادئ الانسان فسوف يستقبلها العقل و يمتصها و يوجهها إلى عقل أكبر .. و هو الي يحتوي على معظم الطاقة التي يملكها الانسان .. و هو العقل الباطن , إن العقل الباطن هو المسؤول الرئيسي عن مشاعر الانسان و عاداته التي تحكم العقل الواعي , العقل الباطن يخزن كل ذكريات الانسان منذ ولادته حتى هذه اللحظة على هيئة خبرات و ذكريات بعضها يظن الانسان أنه قد نسيها و لكنها تظل محفوظة في عقل الانسان حتى إذا احتاجها يستطيع استردادها .. إن العقل الباطن لا يرى الأمور بمنطقية كما في العقل الواعي و لكنه يتقبل الافكار من غير أي نقاش و يعمل على أن يعمل هذه الأفكار حقيقة , فهو بمثابة أرض خصبة تنتظر البذور لكي تحتويها و تجعلها أشجارا مثمرة , و الانسان وحده هو من يستطيع نثر البذور في هذه الأرض , إذا تحكم الانسان بعقله الباطن فسوف يتحكم بحياته كلها .. متى ما جعل الانسان له هدفا واضحا سيرى أن قوته ستكون بلا حدود لكي يصل إلى ذلك الهدف غير مهتما لما قد يواجهه في الطريق ..
الصورة الذاتية للانسان هي عبارة عن أفكار بقيت في عقل الانسان حتى تكونت لديه هذه الصورة عن نفسه و هنا تكون وظيقة العقل الباطن تحقيق هذه الصورة مهما كانت المعوقات حيث طلبات الشخص هي أوامر حتمية بالنسبة للعقل الباطن لان الله سخر لنا هذا العقل لكي يعمل لنا لهذا فإن وظيفته تحتم عليه أن تجعل رؤيانا حقيقة مهما كانت هذه الرؤية فإذا رأى الانسان نفسه بصورة سلبية فإن العقل الباطن يحقق له هذه الصورة لأنه لا يفرق ما بين السلبية و الايجابية فهذه وظيفة العقل الواعي ..
إن العقل الباطن حساس جدا ويريد حماية الانسان بأي طريقة كانت طبقا لمبادئه فهو لا يفرق ما بين الأخطار الحقيقية و الاخطار النفسية .. ففي بعض الحالات نكون قد حددنا هدفنا و لكننا نشعر بالخوف من القدوم إليه , هذا لأنها هي الطريقة الوحيدة التي دربنا عليها عقولنا لحمايتنا .. فإذا اعتدنا على الخوف لن نتحرك من أماكننا .. هنا يكون دور الانسان أن يعقد الصلح ما بين نفسه و عقله الباطن بان يدربه على طريقة أخرى لحمايته غير الخوف .. كأن يعرض عليه حل وسط بحيث لا يتألم الانسان من ألم الاخفاق أو الفشل , لهذا يجب على الانسان تغيير نظرته للامور باستخدام طاقته .. يجب أن يؤمن الانسان بأن طاقته ستوصله إلى هدفه مهما كان بعيدا إذا وثق بقدراته .. إن طاقتنا تستطيع تغيير العالم و توصلنا إلى أهدافنا التي كنا لم نحلم بالوصول إليها .. إذا حددت هدفك و وجهت طاقتك سترى أن ما كان بعيدا سيصبح أقرب و ماكان صعبا سيكون أسهل بكثير .. فلا تستهن بطاقتك أيها الانسان و استعملها لتغير نفسك و العالم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق